مدير المدرسة ... واجباته ... وصفاته...!.
تتأثر إدارة المدرسة إلى حد كبير بشخصية ، وميول ، واتجاهات مدير المدرسة ، ذلك لان المدير هو : القائد التربوي الذي يشرف على تحقيق الأهداف التربوية من أجل إعداد النشء وتربيته تربية متكاملة روحيا وخلقيا وجسميا واجتماعيا ، ليكونوا مواطنين صالحين قادرين على الإسهام في إنماء مجتمعهم.
أولا : مهام مدير المدرسة:
أن واجبات مديرات المدارس أشمل من ذلك بكثير ، حيث تقتضي النظرة الشاملة إلى وظيفة مديرة المدرسة ومسئولياتها إدراك جوانبها الحقيقية في ارتباطها الكلي بعضها ببعض ، وهناك جوانب ثلاثة تمثل الإطار العام لوظيفة مديرة المدرسة وهي :
1- الهدف الذي تحاول مديرة المدرسة أن تحققه من خلال وظيفتها، وهو إعداد النشء وتربيتهم تربية متكاملة.
2- الواجبات التي ينبغي أن تؤديها مديرة المدرسة من أجل الوصول إلى الهدف ( إدارية ـ فنية ـ ذات صلة بالعلاقات العامة.).
3- الطريقة التي تؤدي بها الواجبات ( التخطيط ـ التنظيم ـ المتابعة).
ويعتبر مدير المدرسة المسئول الأول عن حسن سير العمل بمدرسته ، ومن هنا ندرك كبر حجم المسئولية الملقاة على عاتقه ، فواجبات مدير المدرسة متعددة ومتنوعة ومتداخلة فيما بينها ، إلا أنه يمكن تصنيفها إلى ثلاثة أقسام رئيسية:
1- الواجبات التي يغلب عليها الطابع الإداري.
2- الواجبات التي يغلب عليها الطابع الفني.
3- الواجبات ذات الصلة بالعلاقات الإنسانية.
أولا : الوجبات ذات الطابع الإداري:
هذه الواجبات تتعلق بالأعمال المكتبية ، وتهتم بالشكل التنظيمي للعمل الإداري ، وتساعد في خدمة الواجبات الفنية ، وتتبلور في الآتي:
1- ما يتعلق بشئون الطلبة وقبولهم ، وتوزيعهم على الفصول.
2- توزيع الكتب الدراسية.
3- البناء المدرسي والتسهيلات المدرسية.
4- حصر احتياجات المدرسة من القوى البشرية والمادية.
5- الاتصال بالمسؤولين بشأن ما يتعلق بالمدرسة.
6- العناية بالمكتبة ، والتأكد من توافر وسائل السلامة.
ثانيا : الواجبات ذات الطابع الفني:
وتتعلق بتحسين العملية التعليمية ، وتتمثل قمة عمل مدير المدرسة في الإشراف ، والمتابعة ، والتقويم ، وتشمل:
1- الإشراف الفني على المعلمين وتطوير المعلمين لزيادة كفاءتهم
2- رعاية الطلاب ، وتطوير المناهج.
3- الإشراف على برامج التوجيه والإرشاد .
4- الإشراف على الاختبار.
5- حضور الاجتماعات.
6- التعاون مع الموجهين الفنيين والإداريين.
7- وضع التقارير ورفعها إلى السلطات التعليمية .
ثالثا : الواجبات ذات الصلة بالعلاقات العامة ( المجتمع المحلي).
1- وضع خطط برامج العلاقات بين المدرسة والبيئة والإشراف عليها.
2- مقابلة أولياء أمور الطلاب ، ومتابعة مشكلات أبنائهم ، واقتراح الحلول المناسبة.
3- القيام بحلقة الوصل بين العاملين بالمدرسة وبين البيئة المحلية بما فيها من هيئات ومنظمات.
وجدير بالذكر أن الواجبات الإدارية تشغل عادة معظم وقت رجل الإدارة ، ومن الشكاوي الشائعة بين العاملين في ألإدارة أن معظم وقتهم يضيع في الأعمال الإدارية ، وأنهم لا يجدون الوقت الكافي للقيام بالأعمال الفنية التي تتعلق بتحسين العملية التعليمية بمختلف جوانبها.
ومن العاملين في الإدارة المدرسية من يتصور خطأ أن مسئوليته الكبرى تكمن في تصريف العمل ألإداري ، وأن العمل الفني يأتي في المرحلة الثانية ، وهذا تصور غير صحيح ، يضع الأمور في غير نصابها ، ذلك أن لب العملية يتعلق بالجانب الفني في ضوء مساعدة الجانب الإداري .
ثانيا : صفات مدير المدرسة:
ولنجاح مدير لمدرسة في إنجاز تلك المهام والمسؤوليات ينبغي أن تتوافر فيه صفات مهنية ، وأخرى شخصية.
1- الصفات المهنية:
وتتمثل في الآتي :
1- تقدير مهنة التربية والتعليم والاعتزاز بها.
2- المعرفة التامة بأهداف المرحلة التعليمية التي يعمل بها.
3- الإلمام الكافي بكيفية تحقيق الأهداف وتنفيذ المناهج.
4- القدرة على تنسيق مهمة العاملين في المدرسة.
5- القدرة على العمل مع الآخرين بطريقة بناءه.
6- الإلمام بالنواحي المالية والإدارية.
1- الصفات الشخصية:
1- الصحة الجسمية والنفسية .
2- أن يكون قدوة حسنة في تصرفاته وأقواله.
3- القدرة على اتخاذ القرار.
4- الاستعداد للبذل والعطاء .
5- القدرة على اكتساب العلاقات الإنسانية .
6- أن يكون عادلا في تصرفاته مخلصا في عمله.
7- الإحساس بالمسئولية الملقاة على عاتقه.
8- يجمع بين الحزم واللين.
9- يقدم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة.
10- الطلاقة اللفظية :والقدرة على التعبير، لأنها وسيلته لنقل أفكاره إلى ألآخرين . كما أن نجاح مدير المدرسة في عمله لا يتطلب توافر صفات مهنية وشخصية فحسب ، وإنما هناك مجموعة من الأسس التي يعتمد عليها نجاح مدير المدرسة في إداراته وهي :
1- النمط الإداري الذي يتبعه في إدارته للمدرسة ، فهو الذي يحدد نوع علاقته بالعاملين معه، ويرسم معالمها.
2- النمو المهني المستمر حتى يتمكن من تزويد العاملين معه بالأفكار اللازمة لتطوير العملية التعليمية ، ودفعها إلى الأمام.
3- ميله للتجديد، وبخاصة في ميدان عمله، بحيث يتجه التطوير والإبداع ، باعتباره القائد التربوي في المدرسة ، فلا يقف عند حد تنفيذ التعليمات التي تصل إليه.
4- توفير الجو المناسب للعمل.
5- تقبل العاملين معه كما هم ، والوقوف على خبراتهم واستعداداتهم ، وميولهم ، فيحدد لكل منهم المكان المناسب له بشكل يسهل عملية متابعته وتقويمه.
كما تشير آراء الباحثين في مجال الإدارة إلى أن هناك مجموعة من العوامل التي تساعد القيادة الإدارية على النجاح في وظائفها ، يأتي في مقدمتها المهارات الإدارية.
ثالثا : المهارات الإدارية اللازمة لرجل الإدارة:
المقصود بالمهارة هو : أداء العمل بسرعة ودقة ، وتتميز المهارة بأنها مكتسبة ونامية وليست موروثة ، أي إن الإنسان يكتسبها بالخبرة والممارسة والتدريب عليها ، وتنمو أيضا من خلال الخبرة والممارسة والتدريب.
1- المهارات التصورية:
يقصد بها : مدى كفاءة الفرد على ابتكار الأفكار ، والشعور بالمشكلات ، والتوصل إلى حلول لها ، وتحليل المواقف إلى مكوناتها ، واستنباط النتائج المحتملة ، وربط الأسباب بالمسببات.
والقيادة التربوية ذات الكفاءة هي التي تحتفظ في ذهنها دائما بالصورة الكلية ، لا الجزئية للتربية ، وارتباط النظام التعليمي بالمجتمع ككل ، وتساعد هذه المهارة القائد التربوي في تخطيط العمل ، وتنظيمه ، وتوجيهه ، وترتيب الأولويات ، وتوقعه للأمور المستقبلية ، ويمكن أن تكتسب القيادة الإدارية هذه المهارة من خلال الحلقات الدراسية.
2- المهارات الفنية:
يقصد بها : مدى كفاءة القائد في استخدام الأساليب والطرائق الفنية أثناء ممارسته لوظيفته ومعالجته للمواقف المعلقة بالعمل.
والمهارات الفنية تتطلب قدرا معينا من المعارف والحقائق العلمية والعملية التي يتطلبها نجاح العمل الإداري ، وهناك العديد من الواجبات التي يقوم بها مدير المدرسة وتتطلب مثل هذا النوع من المهارات ، ومنها : تخطيط العملية التعليمية ، وضع نظام جيد للاتصال تفويض السلطة وتوزيع الواجبات والمهام.
وتنمية هذه المهارات يعتمد على قناعة القائد بمبدأ التعليم الذاتي ، فيحرص على تنمية معرفته الإدارية باستمرار ، ويطلع على كل جديد في ميدان الإدارة ، كذلك ينبغي على السلطات التعليمية إعداد دورات تدريبية تهدف إلى إكساب مثل هذه المهارات.
3- المهارات الإنسانية.
يقصد بها : قدرة الفرد على التعامل مع الغير بنجاح ، وتكوين بناء متماسك ومتكامل ، ومتعاون من العاملين بقصد زيادة إنتاجهم في مجال العمل.
وتبنى المهارات الإنسانية على :
1- احترام الشخصية الإنسانية ، ودفعها إلى العمل.
2- استخدام أسلوب الترغيب والاستمالة في التعامل مع العاملين لا أسلوب القهر والإرهاب.
3- بناء الثقة والاحترام المتبادل بين أفراد المجموعة الواحدة.
ولكي تتوفر هذه المهارات ينبغي أن يكون القائد على علم تام بطبيعة العنصر البشري الذي يعمل معه ، ودوافعهم ، وحاجاتهم الإنسانية ، وكيفية إشباعها .
وهذه المهارات وإن كانت مهمة للقيادة الإدارية بصفة عامة إلا أنها أكثر أهمية للقيادة التربوية لكونها تتعامل مع مجموعة كبيرة من البشر ، ومتنوعة في نفس الوقت ، فتشمل المعلمين والإداريين والطلاب وأولياء الأمور .
ويمكن للقائد اكتساب هذه المهارة من خلال إطلاعه على نتائج البحوث والدراسات في هذا المجال ، وإلمامه بطبيعة العلاقة بين التربية والمجتمع ،ووعيه بالفروق الفردية بين الأفراد، ودوافعهم ، واتجاهاتهم ، وأن يلم بأسس ومبادئ العلاقات الإنسانية .
رابعا : مفاهيم خاطئة في الإدارة المدرسية.
يصادف مدير المدرسة ظروفا صعبة في عمله إذا كان ممن يتمسكون ببعض المفاهيم الخاطئة في الإدارة مثل:
1- اعتقاده أن مجرد التعيين في وظيفة مدير المدرسة يعطيه الحق في قيادة أعضاء هيئة التدريس ، فالقيادة أمر يكتسب ، ولا يصاحب الوظيفة بطريقة أولية.
2- اعتقاده أن أعضاء هيئة المدرسة يجب أن يتلاءموا مع مدير المدرسة.
3- اعتقاده أن الولاء للأشخاص وليس للآباء والأفكار ، فمفهوم الولاء على أنه الموافقة على كل ما يقوله أو يفعله مدير المدرسة في كل المسائل والمواقف يضعف في النهاية من ثقة المدير بنفسه ، وثقة أعضاء المدرسة فيه، كما يؤدي إلى تفكك هذه الهيئة.
4- اعتقاده أن ما يحسه الآخرون أمر غير هام.
5- اعتقاده أنه يمكنه أن ينفرد باتخاذ القرارات.
6- اعتقاده أن يمكن إبقاء برنامج المدرسة على ما هو عليه دون تغيير .
اعتقاده أن يمكن إجبار هيئة المدرسة على اتباع النظام الديموقراطي بوسائل أوتوقراطية.